بيانات حزب البعث العربي الاشتراكي

الدم اليمني تتحمل مسؤولية إراقته أمريكا وإيران

يتابع حزبنا بقلق بالغ العدوان الأمريكي على اليمن الشقيق ويعبر عن إدانته له لأنه عدوان على شعب اليمن ومؤسساته الاقتصادية وبنيته التحتية ، تحت غطاء ضرب ميليشيا الحوثي ، فالضحايا هم من الشعب اليمني الشقيق الذي أصبح بين ناري أمريكا والحوثيين ، تماماً كما فعل حزب الله في لبنان وذهب ضحية تلك الحروب الاستعمارية بين أمريكا وإيران وإسرائيل آلاف العرب من فلسطين ولبنان واليمن وغيرهما خدمة للمصالح الأمريكية والإيرانية معاً ، وليس لخدمة قضية فلسطين أو أي قضية عربية .

إن هذا العدوان التدميري على اليمن أحد أهم أسبابه تبعية الحوثيين لإيران التي أمرتهم باعتراض الملاحة الدولية وإطلاق صواريخ على إسرائيل ولم تقتل إسرائيلياً واحداً ، فالحوثيون لم يقوموا بكل ذلك إلا لتعزيز الموقف الإيراني في صراعات على تقاسم النفوذ والمغانم العربية .

لقد كشف خامنئي هذه الحقائق الدامغة ، حينما أصر على عدم دخول إيران الحرب نصرة لغزة ، وهي تتعرض للدمار الشامل وهو ما تم الاتفاق عليه مع حماس ، مثلما رفض الدفاع عن حزب الله في لبنان عندما تعرض للتدمير الشامل من قبل إسرائيل ، وها هي إيران الآن تقف مكتوفة اليدين أمام العدوان الأمريكي على اليمن ، وتتنصل من علاقتها بالحوثيين ! .

لقد اعلن خامنئي وبكل صراحة أثناء تدمير غزة ولبنان ب( أن إيران لا تقاتل من أجل أي دولة أخرى ) ، رداً على الضغوط التي مورست عليه لتشارك إيران في الحرب ضد إسرائيل مباشرة وليس عبر أدواتها العربية ، ولكن الكشف الأعظم لحقيقة أهداف إيران جاء حينما قال خامنئي لأول مرة منذ عام 1980 ( أن الصراع الدائرة الآن هو بين جبهة الحسينيين وجبهة اليزيديين وكان وسيبقى هكذا حتى انتصار جبهة الحسينيين ) ! ، ويقصد بذلك أنه صراع بين الشيعة والسنة وليس صراع بين إسرائيل وأمريكا من جهة والأمة العربية وقوى التحرر الأخرى من جهة ثانيه ، وتلك كانت رسائل واضحة إلى أمريكا وإسرائيل تقول بأن صراعنا ليس معكم وإنما مع العرب حصراً وهو يخدم هدفكم وهدفنا المشترك وهو إشعال حروب الطوائف والأعراق في الوطن العربي ، فهل توجد أدلة أكثر وضوحاً من الموقف الإيراني الذي تستخدم فيه الميليشيات العربية خدمة للمصالح الإيرانية وليس للمصالح العربية ؟ .

إننا نوجه نداءنا لجماهير شعب اليمن العظيم ليقف صفاً واحداً ضد الحوثيين لأنهم مصدر الشر الأعظم في اليمن الآن ، ولن يوجد استقرار فيه إلا بتحييد الحوثيين ، ولتأكيد أهمية هذه المهمة الوطنية والقومية والإنسانية لابد من التذكير بالحقائق الأساسية التالية :

أولاً : إن الذي مكن الحوثيين من السيطرة على الحكم في اليمن ليس قوتهم الخاصة ، بل الدعم الأمريكي والبريطاني بعد أن ضغطت بريطانيا وأمريكا على الرئيس المرحوم " علي عبد الله صالح" للتنحي مقابل ضمانات قدمت له ولم تلتزما بها ، وهكذا سيطر الحوثي على الحكم ثم سيطر على الاقتصاد بدعم أمريكي بريطاني مباشرين ..

ثانياً : عندما وصلت قوات الحكومة الوطنية في اليمن إلى الحديدة وكادت أن تحررها ، وهو تحول لو تم يفضي إلى انهاء الحوثيين ، تدخلت أمريكا وبريطانيا ومنعت ذلك مقابل وعود بحل سلمي سريع لحرب اليمن وهي وعود لم تتحقق وكانت خداعاً .

ثالثاً : أصبح بديهياً أن قوة الحوثي ما كان لها أن تكتمل لولا السماح الأمريكي بحرا ًوبراً وجواً ، وأحياناً تم دعم الحوثيين تحت غطاء الأمم المتحدة ، وهذا يطابق ما حصل مع حزب الله في لبنان ، حيث أن تفوقه العسكري تم تحت نظر وسماح الغرب وإسرائيل ، .لقد سمح للحوثي بامتلاك هذه القوة لكي يستطيع زج اليمن في حرب تدمير شامل لها .

لقد كشفت إيران عن وجهها الحقيقي وهي أن صراعها مع إسرائيل وأمريكا ليس من أجل فلسطين ، بل من أجل تقاسم الوطن العربي بين هذه الأطراف .

لذلك فإننا ندعو لإدانة أمريكا بنفس قدر إدانة إيران وذيولها في اليمن ولبنان والعراق وفلسطين وغيرها ، فنصرة قضايا العرب لا تتم إلا بهدف خدمة قضاياهم المصيرية .

فلنقف جميعاً ضد العدوان الأمريكي على اليمن ، الرحمة لضحايا العدوان الأمريكي الإيراني الصهيوني على اليمن وفلسطين والعراق وسورية ولبنان وليبيا ، والمجد والخلود لحاملي راية العروبة .

 

قيادة قطر العراق المنتخبة

في 16-3-2025

ستبقى سورية قلعة للعروبة والعدالة

الفتنة التي وقعت في الساحل السوري كانت نتيجة طبيعية ومباشرة لمخطط الإسرائيليتين الشرقية والغربية ، فإسرائيل الشرقية جمعت فلول نظام الأسد الشعوبي في العراق ودربتهم وزودتهم بالأسلحة والمعدات والمعلومات وسهلت تسللهم عبر الحدود العراقية السورية إلى داخل سورية ، للبدء بتلك العملية الإجرامية ، التي اتخذ قرارها قائد المعسكر الشعوبي علي خامنئي ، ومن جهة أخرى مكملة كانت العمليات العسكرية الشاملة التي نفذتها إسرائيل الغربية أثناء وبعد سقوط نظام الأسد هدفها تجريد الثوار من القدرة العسكرية المطلوبة لردع عناصر الردة ومن القدرة على الاجهاض السريع لأي محاولة لإثارة الفتن نتيجة تدمير الأسلحة الثقيلة كالدبابات والطائرات والمدفعية وترك ثوار سورية بأسلحة متوسطة وخفيفة فقط ، وهو الشرط المطلوب لإشعال حرب أهلية وهو ما نفذته إسرائيل الغربية ، وأكملت متطلبات توفير بيئة نشوء الفتنة عندما حرضت سوريين ضد النظام.

إن حزبنا وهو يثبت هذه الحقائق يؤكد بأن هدف طهران وتل أبيب هو منع استقرار سورية وإشعال حرب أهلية تفضي إلى تقسيمها أو عودتها إلى أحضان عائلة الأسد وإسرائيل الشرقية ، ولكن ملايين السوريين الذين أدركوا المخاطر المميتة لعودة نظام الفساد والجريمة المنظمة خرجوا يحملون حتى السكاكين والعصي لقمع المؤامرة ، وبقوة الجماهير وبإرادة الثوار أُجهضت المؤامرة الخطيرة التي نفذت وذهب ضحيتها المئات من الأبرياء .