مقالات الرفيق المناضل صلاح المختار

مقاتل لعبة المتاهة

مقاتل لعبة المتاهة

صلاح المختار

من يظن أن أخطر ما في خطة اجتثاث البعث ، وهي خطة وضعتها المخابرات الأمريكية قبل غزو العراق للقضاء على حزب البعث العربي الاشتراكي ، هو أسلوب قتل واضطهاد البعثيين واهم ، رغم أن تلك الوسيلة أدت إلى استشهاد أكثر من 180 ألف بعثي .

الأخطر من القتل والإبادة للبعثيين هو اختراق الحزب بتجنيد قادة أو كوادر فيه وترك هؤلاء يعملون لتخريب الحزب من داخله بمختلف الطرق ، وهذا الأسلوب يشبه زرع خلية سرطانية داخل الجسد فيصبح حاضنة لها وهناك تنمو كأنها جزء منه فتتوفر بيئة صالحة لا تقاوم في البداية إلى أن تغزو الخلايا المسرطنة كل الجسد حيث لا علاج ينفع والموت حتمي ! .

وما يجب لفت النظر إليه بشدة هو أن الخلية السرطانية الواحدة لم تنقسم وتتضاعف وتحتل كل الجسد إلا بفضل الوقت وإطالته ، فعامل الوقت في انتشار السرطان أكثر خطورة من الخلية السرطانية ذاتها التي يمكن قتلها وهي صغيرة ! .

الخراب الإسرائيلي الثالث

الحلقة الأولى

رغم ما توحي به المظاهر الخارجية للوضع الإقليمي والعالمي ، فإن ما يحدث تحت سطحه مختلف تماماً ، ولدينا مثال حي على ذلك وهو إسرائيل الغربية التي زرعت غصباً واصطناعاً في فلسطين ، ف" نتنياهو " رئيس وزراءها وهو يرى نتائج تطبيق الخطط الصهيونية والغربية الاستعمارية في الوطن العربي الذي يحترق جرفه تيار والزيف الظاهري لقوة كيانه الذي ينحدر نحو الغروب الحاسم ، وأعلن أنه سيضم إلى إسرائيل الغربية ما تبقى من الضفة الغربية ، ملغياً حتى ما وقعه هو ومن سبقه من اتفاقات والتزامات مع حكام عرب بضمانات عالمية وقانونية منطلقاً من وهم أنه ضمن البقاء وأن العرب يحتضرون قبل دفنهم متناسياً واحدة من أهم مقاتل إسرائيل الغربية وهي أنها تنسف الأساس المصطنع لبقائها نتيجة تنصلها عما قبلت به سابقاً ! . 

ما هي الشرعية الحزبية ؟ ...

ومتى يُجرد ممارسها منها ؟

عالمنا يمر بمرحلة السقوط الحاسم لكل أغطية الخداع والتضليل في المفاهيم والعقائد ، ولعل أوضح صورة هو تعري الغرب إلى الأبد من أغطية الديمقراطية وحقوق الإنسان والمساواة ، وحرب الجينوسايد التي تشنها أمريكا وإسرائيل على فلسطين منذ شهور دليل واضح ولا يحتاج للشرح  !.

 نعيش في عصر ردة بشعة أسوأ بمراحل من قانون الغاب ، فمن عاش قانون الغاب كان بدائياً لا يملك إلا العصا والرمح ووعي بسيط جداً ، لهذا كان أذاه محدوداً ، أما الردة الحالية في الغرب ( المتحضر ) فهي ردة من يعرف ويعلم ويعي أكثر مما يجب ، ويملك أدوات الإبادة أكثر مما يجب ، لذلك فنحن الان أمام أزمة قيم أولاً وقبل كل شيء ونحن نرى أن جرائم بشعة ترتكب بحق ملايين البشر الأبرياء ، كما يفعل الغرب والصهاينة!  .

Enterprise